الصفحات. دار نشر تحيا مصر 🇪🇬للإبداع. اصدارات الكترونيه

أعلان الهيدر.

الأربعاء، 8 ديسمبر 2021

الرئيسية .. قصه الجريمه.. مريض القلب.. بقلم الأديبه.. عبير صفوت

.. قصه الجريمه.. مريض القلب.. بقلم الأديبه.. عبير صفوت


قصة الجريمة
مريض القلب
بقلم الأديبة عبيرصفوت محمود

نَظَرٌ الْمُحَقِّق إلَى الطَّبِيبِ الشَّرْعِيّ متلسن بقلق :
قَطْعًا هُنَاك لُغْز عَلَيْنَا بِهِ .

الطَّبِيب :
كَانَ الرَّجُلُ مَرِيضٌ بِالْقَلْب فضلاً عَنْ عُمَرَ الكهولة .

الْمُحَقِّق :
أُرِي إعَادَة الْكَشْف الطِبْي .

جَلَسَت الْمَرْأَة بِجَسَدِهَا النَّحِيل ، تَبْكِي فِى إطار الْمَوْقِفِ الَّذِي أَفْقَدَهَا زَوْجِهَا ، تسرد اللَّحَظَات الَّتِى جُمِعَت إيَّاهُمَا ، عَند ذَهَابها بَيْت الْعَجُوز وَالْعَمَلِ بِهِ ، إنَّمَا بَات ذَهَاب الفَتَاة بالتنكر مِنْ الْأَبْنَاءِ وَرَفَض وُجُودِهَا وَطَلَبَ الأبناء مِنْ أَبِيهِمْ أن تذهب .
جَزّ الطَّبِيب الشَّرْعِيّ بإحدي شفاتية قَائِلاً لِلْمُحَقِّق :

يَبْدُو أَنَّ كَلِمَاتِك بِهَا الصَّوَاب ، مَاتَ الرَّجُلُ نَاتِجٌ الِانْفِعَال النَّفْسِيّ ، أُدِّي بِهِ إلَى ضَغَط الْقَلْبِ مِنْ صُعُوبَةٍ الْأَشْيَاء .

الْمُحَقِّق :
تُرِي مَا هَذِهِ الْأَشْيَاءِ ؟ الَّتِى دَفَعْته إلى التهور ؟

عَكَف الرَّجُلَان :
لَا نَعْلَمُ عَنْ هَذِهِ الْوَاقِعَةِ و مَا أَثَارَ أَبِانا حَدّ الْمَوْت .

اسْتَكْمَلَت الْمَرْأَةُ صَغِيرَةً السِّنّ حَدِيثِهَا :
بَعْد خُرُوجِي مِنْ الْبَيْتِ ، أَخَذَنِي الرَّجُل الْكَبِير ، يَطِيب خَاطِرِي ، تَطَوَّرَت الْأَحْدَاث وصولاً إلَى حَدِّ الزَّوَاج .

جَال بنظراتة الحاذقة بَيْن جُدْرَان الْمُحْبَس ، يُحَدِّث أَخِيهِ عَلَى مِحْرَابِ الأمْس الَّذِي كَانَتْ بِهِ الْوَاقِعَة ، شَدَّ عَلَى يَمِينٍ الْأَخ الْأَصْغَر ، يتخاطبان بهمس :
لَمْ يَكُنْ بِأَيْدِينَا امْتِلَاك زِمَامَ الأُمُورِ .

نَعَمْ كَانَ أَبَانَا مَرِيضٌ .

لَمْ يَتَحَمَّلْ قَلْبِه الْعِنَاد .

مَاذَا لَوْ تَمَّ بأقوالنا الْمُوَافَقَةُ عَلَى التَّنَازُلُ عَنْ أَمْلَاكِه .
نَحْن أَوْلَادِه وَلَنَا الْحَقّ فِى ذَلِكَ .

لَكِنَّه مَات قَضَاءٌ وَقَدَرٌ .

لَم نرغمة عَلَى الرَّفْض وَالتَّهَوُّر فِى انفعالاتة .

نَعَمْ لَيْسَ لَنَا ذَنْب .

قَالَ الْمُحَقِّقُ كَلِمَة أُغْلِقَت أَفْوَاه الْحُضُور :
تِلْكَ الْأَدِلَّةِ الَّتِى تَتَحَدّث بِالْإِثْبَات ، أَنْتُم قَتَلَة أَبِيكُم .

هَاج وَمَاج الْأَبْنَاء :
أَبَانَا مَرِيضٌ ، كَانَ شَدِيدَ الِانْفِعَال ، مَا كَانَ عَلَيْنَا بِهِ سُلْطَانٌ ، حِين اِنْفَعَل .

نَظَرٌ الْمُحَقِّق نَحْو مُدَوَّنٌ الْوَاقِعَة قَائِلًا :
مَاتَ الرَّجُلُ الْكَبِير ، نَظِير اِسْتِفْزَازٌ أَبْنَاءه لَهُ حَدٌّ الِانْفِعَال ، بَلْ لَمْ يُرَاعِي الْأَبْنَاء حَالَتِه الْمَرْضِيَّة بِالْقَلْب ، مِمَّا أُخِذَ الأَمْرَ بالإنفعال ، حَتَّى خَارَت قُوَّةُ الرَّجُلِ بَعْدَ الضَّغْط النَّفْسِيُّ الَّذِي انابه ، بَعْدَ أَنْ طَلَبَ أَبْنَاءه مِنْه ، التَّنازُل لَهُمَا عَنْ كُلِّ أَمْلَاكِه .

جَهَر أَحَدٌ الْأَبْنَاء :
لَكِنَّهَا لَيْسَتْ الْحَقِيقَة .

وَقَفْت الْمَرْأَة الصَّغِيرَةَ عن مَجْلِسِهَا تَعْكِس الْوَاقِعَة :
لَمْ يَتَحَدَّثْ الرَّاحِل إلَّا عَنْ هَذِهِ الْوَاقِعَةِ الْمُتَكَرِّرَة .

نَظَرٌ الْأَبْنَاء نحو صفيرة السِّنّ بشئ مِن التَّعَجُّب .

اسْتَكْمَل الْمُحَقِّق لتدوين نُصُوص الْوَاقِعَة :
لِذَلِكَ ثَبَتَ مِنْ الْأَمْرِ أَدَانَه الْأَبْنَاء فِى قُتِل أَبَاهُم ، وَعَدَم صلاحياتهم فِى مِيرَاث أَبَاهُم .

صَرَخ الْأَبْنَاء فِى نَبْرَة وَاحِدَة :
كَيْفَ ذَلِكَ أَنَّهُ الشَّرْع .

قَالَ الْمُحَقِّقُ بشئ مِنْ التَّأْكِيدِ وَهُو يُصَوِّب أُصْبُعَه نَحْو الْمَرْأَة الصَّغِيرَة :
الوريثة الوَحِيدَة هِى زَوْجَة أَبَاكُم ، فقد تنازل لها عن كل املاكة .

صُمْت الرَّجُلَان صُمْت الْحَسْرَة والخذل ، تَرَدَّدَت الْكَلِمَات فِى اذُنيهما مثل الريح :

نَعَمْ كَانَ أَبَانَا مَرِيضٌ .

لَمْ يَتَحَمَّلْ قَلْبِه الْعِنَاد .

مَاذَا لَوْ تَمَّ بأقوالنا الْمُوَافَقَةُ عَلَى التَّنَازُلُ عَنْ أَمْلَاكِه .

نَحْن أَوْلَادِه وَلَنَا الْحَقّ فِى ذَلِكَ .

لَكِنَّه مَات قَضَاءٌ وَقَدَرٌ .

لَم نرغمة عَلَى الرَّفْض وَالتَّهَوُّر فِى انفعالاتة .

نَعَمْ لَيْسَ لَنَا ذَنْب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دار نشر تحيا مصر 🇪🇬للإبداع. اصدارات الكترونيه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.